منتديات سبله المعبيله
لأننـآ نـعـشـق التـميز والمميزين يشرفنـآ إنـضمامك معنـآ في

| | منتدانا | |

أثبـت تواجدك و ڪـن مـن الـِمُـِمَـِيّـزِيْـن

لـِڪي تـسـتـطـيـع أن تتحفنـآ

[ بـِ موآضيعـك ومشارڪاتـك معنـِـِـِآ ]

فننتظر تـٍسَجيلك معنا فالمنتدى

بالظغط....[هنا] فآهلآ بك
منتديات سبله المعبيله
لأننـآ نـعـشـق التـميز والمميزين يشرفنـآ إنـضمامك معنـآ في

| | منتدانا | |

أثبـت تواجدك و ڪـن مـن الـِمُـِمَـِيّـزِيْـن

لـِڪي تـسـتـطـيـع أن تتحفنـآ

[ بـِ موآضيعـك ومشارڪاتـك معنـِـِـِآ ]

فننتظر تـٍسَجيلك معنا فالمنتدى

بالظغط....[هنا] فآهلآ بك
منتديات سبله المعبيله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اسلوب فن الحوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fofo
مديره المنتديات الادبيه
مديره المنتديات الادبيه



عدد المساهمات : 47
تاريخ التسجيل : 22/12/2010
العمر : 32

اسلوب فن الحوار Empty
مُساهمةموضوع: اسلوب فن الحوار   اسلوب فن الحوار Emptyالخميس مارس 17, 2011 2:07 pm

لوحظ مؤخراً أن كثيراً من الشباب لا يمتلك الفكر الذي يسمح له بتكوين رأي مستقل به وإن وجد هذا الرأي فهو لا يعبر عنه بأسلوب صحيح وسليم يجعل صاحبه يصل إلي هدفه.


وتكوين الرأي هو عملية تطورية تبدأ منذ الطفولة حيث يسأل الطفل تريد هذه اللعبة أم تلك ، تأكل سبانخ أم ملوخية ... نعم منذ ذلك الوقت والرأي ممكن التعبير عنه ولكن في هذه المرحلة العمرية لا يكون الرأي مبني علي أسس أو معتقدات أو أفكار راسخة وإنما يكون تعبير عن رغبة معينة ... مثل أريد أن أنام ، أريد أن ألعب .. وهذا تعبير عن رغبة ناتجة عن رأي.

ومع تقدم العمر وتفتح المدارك يأتي دور الأسرة في تكوين الرأي لدى الطفل أو الشاب. فالعائلات التي تجلس معاً وتناقش أي قضية سواء عائلية – خاصة أو اجتماعية أو حتى دولية تتيح المجال أمام النشء أن يتعرف علي مختلف الآراء وكيف وصل إليها من سبقوه فى العمر، وكيفية الوصول إلي الرأي أهم من إعطاء الرأي في هذه المرحلة وهو ما يكون في البداية عن طريق الاستماع إلي الأهل والإنصات إلي الأصدقاء وغالباً ما يحدث عملية تبني لآرائهم أوتوماتيكياً دون البحث وراء هذا الرأي لمعرفة كيف توصل إليه الأهل أو الأصدقاء.

ثم يبدأ النشء في التفكير في كيفية الوصول إلي رأي وهذا يتطلب مجهود لأنه يحتاج إلي قراءة وبحث ومطالعة كما يحتاج إلي الدخول في مناقشات حتى يتبين الآراء الأخرى ويختلف ويتفق معها، وهنا العملين متبادلين، فكما أعطي غيري رأي والأسس التي وصلتني له فأنا آخذ منه رأيه وكيف وصل إليه، وما هي الأساسيات التي كون عليها رأيه.

كذلك المناخ الاجتماعي مهم لتكوين الرأي .. فلا يمكن لشاب أن يكون رأي وهو يعيش في أسرة أو مجتمع دائماً ما يستهن برأيه دون الانصات إليه. أي رأي مهما كان سطحي أو تافه أو حتى شاذ يجب الإنصات إليه والتناقش في أساسياته لأن عملية المناقشة كما سبق وذكرت تثري الطرفين. وهنا يجب ذكر أن أساليب المناقشة وفن الحوار هو ما يحدد نجاح التعبير عن الرأي دون الإخلال بالمضمون ودون إفساد الود بين الطرفين. ولذا من أعمدة نجاح التعبير عن الرأي هو فن الحوار وأساليب المناقشة وطرق المحاورة المختلفة التي تكون قاعدتها احترام الطرف الآخر مهما كان رأيه. كثيراً من الشباب يملك الفكر اللازم لتكوين الرأي ولكنه لا يملك فن الحوار ولذا لا يعبر عن رأيه .. لأنه حين يعبر عن رأيه لا يستطيع أن يحاور أويناقش الطرف الآخر .. مما يكون له نتيجة معاكسة وسلبية علي الحوار أو المناقشة .. ومع تكرار هذه السلبية يلجأ الشخص لعدم التعبير عن رأيه ابتعاداًً منه عن سلبيات المناقشة، ومن هنا تكون نظرية "تكبير الدماغ" التي يطلقها الشباب هذه الأيام .. وهي إحدى سلبيات الجيل الجديد إما لضحالة الفكر أو لعدم إمكانية الحوار.

ومن أسباب عدم التعبير عن الرأي التي يري الشباب أنها أساسية هي عدم جدوى التعبير عن الرأي وإن ما هو إلا مجرد تحصيل حاصل ورأينا لن يغير من شيء .. وهذا اعتقاد خاطيء. حيث أن تغير شيء لا يتم بمجرد التعبير عن الرأي وإنما يتم عن طريق الثبات علي الرأي واستمرارية التعبير عنه واستعمال مختلف أساليب الحوار والمداولة والمناقشة للوصول إلي الهدف، وكلما كانت المقاومة للتغيير قوية كلما كان ذلك دليل علي أن الرأي مبني علي أسس وقد تكون صحة هذه الأسس قوية.

ولذا التعبير عن الرأي يجب أن يكون ممارسة قابلة للتعديل والتطوير حسب ما يتوصل إليه الإنسان من قراءات وأبحاث وملاحظات فيما يدور من حوله. كذلك تلك الممارسة تحتاج دائماً إلي صقل في المهارة وفن الحوار والنقاش حتى يكون دائماً مبني علي احترام آراء الطرف الآخر حيث أن الاختلاف لا يفسد الرأي أو الرأي الآخر.

===========================================
قواعد في الحوار:

1. الإخلاص وصدق النية.

2. القول الحسن , يقول تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) إنه توجيه جميل من هذا الرب العظيم , فلماذا أحبتي في الله عند الحوار يغيب عنا الأدب والاحترام وخاصة في اللسان , فتتعجب من خروج بعض الألفاظ التي لا تليق بالمسلمين فيما بينهم فكيف بالدعاة وطلاب العلم.

3. وحدة مصدر التلقي عند التنازع , والمعنى أنه لابد من الاتفاق على أن يكون الرجوع عند الاختلاف إلى الكتاب والسنة لا إلى أي أمر آخر.

4. تحرير محل الخلاف والاتفاق , والمقصود أن نتفق على حصر مادة الخلاف ونحدد موضوع الخلاف حتى لا نتوسع في المواضيع المطروحة.

5. عدم قبول الدعوى بدون دليل , أي لابد من أن يكون الحوار معتمد على أدلة تكون هي الفاصل في قبول الحق ورد الباطل ,لأن العبرة بالدليل الذي هو الفاصل والحاكم على الآراء والأفكار.

6. الاستدلال بالأدلة الشرعية ثم العقلية , لأن الأدلة الشرعية هي الأصل , وأما الأدلة العقلية فهي تبع , ولأنها معرضة للصواب والخطأ أما الأدلة الشرعية في معصومة.

7. الاستدلال بالأقوى ثم الذي يليه .

8. توثيق المعلومات , فلا ينفع مجرد الاستدلال بل لابد من توثيق المعلومات والتأكد من صحتها سواء كانت أحاديث أو أقوال أو غير ذلك.

9. الأمانة العلمية , ويكون ذلك بالصدق في الاستدلال , والصدق في الطرح , والصدق في عزو الأقوال والمعلومات.

10. إفساح المجال للخصم , وعدم الاستئثار بالحديث لأن الطرف الثاني بحاجة إلى أن يبدي ماعنده , ويظهر رأيه , فلا تكن أنانياً في الحوار.

11. ترك المبالغات والتهاويل , وظبط النفس , وظبط الأقوال والبعد عن المبالغات في الحماس للمواضيع التي تدافع عنها.

12. التركيز على الرأي لا على صاحبه , لأن الرجل القائل بهذا الرأي قد يكون جاهلا أو متأولاً أو ناسياً , فلابد أن يتوجه النقد إلى الفكرة أو القول .

13. إعطاء كل قضية حظها من النقاش , وهذا من الحكمة في النقاش والحوار.

14. فرق بين الحوار مع السني والحوار مع المبتدع , لأن السني غالبا يكون متفقا معك في الأصول والثوابت , وأما المبتدع فهو بحاجة إلى تأصيل أكثر وظبط لأصول الدين وغير ذلك من أسس الحوار.

15. فرق بين الحوار مع المبتدع , وبين الحوار مع من وقع في بدعة وهو ليس من المتأصلين في البدع.

16. فرق بين الحوار مع العالم والحوار مع المتعالم , لأن العالم يعلم المسألة ولكنه قد ينساها أو ... , أما المتعالم فغالباً ما يكون متكبراً في قبول العلم مترفعا عن النقد والتوجيه.

17. فرق بين الحوار مع العامة والحوار مع طلاب العلم.

18. فرق بين الحوار مع المنتمي للإسلام المحب له , وبين الحوار مع المبغض له المعادي له.

19. فرق بين الحوار مع الرجل وبين الحوار مع المرأة , فالحوار مع النساء له ظوابط لابد من مراعاتها.

20. إياك وإصدار الأحكام بدون تأني ( كالتكفير والتبديع والتفسيق) خاصة مع المعروفين بالانتماء للسنة.

21. البعد عن رفع الصوت.

22. الحرص على التزام الأدب وحسن الخلق , وأن تعلم أنك مطالب بذلك مع الناس كما أنك مطالب بإظهار الحق.

23. احذر أن تصرف الناس عن الحق بسوء خلقك.

24. احذر من الشعور الخفي بالرغبة في الانتصار للنفس لا للحق.

25. الحرص على قاعدة ( إيثار الحق على الخلق ).

26. عليك بتطبيق قاعدة ابن القيم مع الهروي صاحب ( منازل السائرين ) وهي : الهروي حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه , وهذا إن كان الحوار مع أحد من أهل السنة, والمعنى أننا نحب العالم والداعية ( فلان ) ولكن محبتنا للحق أقوى وأعظم.

27. إقرأ في فن الحوار والمحاورة.

28. صلاح الرجل الذي تحاوره لا يدل على أن مايحمل من مبادئ هي صواب.

29. النفي والإثبات لايصحان إلا بدليل.

30. ناقش نفسك قبل مناقشة الاخرين.

31. عليك باستشارة العلماء قبل الدخول في المحاورة.

32. إذا انتصرت في الحوار فاعلم أن الغاية هي الوصول للحق لا لذات الانتصار.

33. واعلم أنك كنت تمارس وسيلة دعوية مهمة ألا وهي الحوار.

34. واعلم أن انتصارك إنما هو بفضل الله تعالى لابجهدك , ولا بعلمك , ولا لفضلك.

35. وأخيرا إياك والغرور والعجب.

==========================================
جلست يوما إلى شخص عرفت .. كان هاويا للنقاش محبا للجدال . . ومااكثر ما كان يتكلم وما اقل ماكان يصمت .. لم يدع جدالا يهمه إلا ودخله ولا رأيا يخنقه إلا وباح به .. كسب في ذلك ماكسب وخسر في ذلك ماخسر ..

وفي أحدى لحظات هدوءه القليلة ..سألته ياسيدي .. يامن صناعتك الكلام .. علمني الكلام وفن الحوار .. إلتفت لي بتثاقل و تمتم بكلمات حفظتها من فوري عن ظهر قلب .. وهاأنذا أنقلها إليكم بقليل من التبديل و بأقل مايكون من التحريف ..
قال لي يابني .. إن عزمت على الكلام فأنظر من تكلم .. إن كلمت سفيها فأنت مثله .. وإن جادلت وضيعا فهو لك ند .. فاختر لنفسك في جدالك من تحب أن تكون أنت وهو سواء .

يابني إني لن احاور من اثق في جهله .. فحتى وإن كان عالما بما سأناقشه فيه فلن يتمكن من إقناعي أو اخراجي عن خطأي في مااذا كنت خاطئ لاني من البداية أعلم اني لن آخذ عنه فهو على زعمي .. لايعلم ..

حين أحاور فإني لن أحاور شخصا في مزاج غير جيد مثلما لن احاور شخصا حين يكون مزاجي كذلك .. ومن البديهي ايضا اني لن اختار غير الوقت والمكان المناسبين للحوار .. هل قلت اني لن اختار الموضوع المناسب ايضا؟ لابد من دقة الاختيار إن كنت اريد الخروج بشئ من هذا الحوار .

لن احاور من اعلم عنه يقينا فساد الرأي والفكر .. فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لايريد لي الفائدة .. فإن كنت املك الكثير من الوقت والجهد والاعصاب .. وأردت انفاق كل ذلك جدال لافائدة منه فلااسهل من اختيار احدهم ولأبدأ معه النقاش .

يقول أحد مفكرين الغرب ((ديل كارينج)) .. أفضل وسيلة لتكسب جدلا ما .. أن لا تشترك فيه ..
ماذا إن قررت الاشتراك في حوار ما ؟

سأضع نفسي دائما موضع من اناقشه .. وسأعرض عليها كل مااريد قوله اولا .. ولاسألها .. إن قيل لي مثل هذا ترى ماهو الرد المناسب .. وعليه فلن اضع في نقاشي من الكلمات والعبارات مااكره ان يوجه لي كما اني لن اتجه بالحوار إلى منحى لااحب أن أؤخذ إليه .

إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي ان أكون في أشد حالات الحذر فلاشئ يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الإفتراس أكثر من اللغو في العقائد ... وإن خرج محدثي عن طوره فعلي أن التمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية مااناقش فيه .

وكما علي الحذر في الخوض في العقائد علي أيضا الحذر المشابه حين أخوض في مثل أعلى .. تستطيع ان تمازح شخصا فتسبه وقد يتقبل منك ذلك ولكن جرب أن تمزح بأحد من والديه وانظر النتيجة .. فإن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الإلتفاف حولها إن استطعت ولكن لاتحاول الاقتراب اكثر من ذلك إن أردت ان تكسب من محدثك اعصابا هادئة في النقاش .

و ليس فساد معتقد محدثك بكافي ليخرجك ذلك عن اللين في الخطاب . . فبرغم أن عقائد العرب في الجاهلية كانت من أفسد العقائد حتى ليرسل الله نبيا ليصححها فإننا نجد هذا النبي عليه السلام يتبع اسلوب اللطف والين في دعوته بل ويأمره الله تعالى بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كتأكيد لنا على ماينبغي علينا إتباعه .

قد يصل الحوار إلى نقطة ينفجر عندها أحد المتحاورين لأي سبب .. منطقي كان أو غير منطقي .. كيف أتصرف ؟ هل أرد ؟ قيل قديما أن الكلمة تولد عقيما فإن انت رددتها ألقحتها ... أن اردت ان تستمتع بشجار حاد وكان بك القدرة على تحمل أي إصابات محتملة .. فليس مطلوب منك إلا الرد على الإساءة بمثلها وسيتكفل محاورك بالباقي .

لن افكر أن انتصر في جدال ما لمجرد الانتصار .. فتفوقك على محاورك بالضربة القاضية لايعني بالضرورة أنك المُحق .. ألم يقال أن احمق واحد يسأل سؤالا قد يعجز عشرة من العلماء عن إجابته؟ ومن ذا يكسب عشرة من المجادلين في كلمة واحدة إن لم يكن ..... .

حين ادخل حوارا سأضع تصوراتي ومفاهيمي وقناعاتي الخاصة على المحك .. وسأقابلها بما يعرض علي ولكني قبلا لن أفعل ذلك قبل أن اسلحها بمبادئي وعقيدتي وتفكيري ايضا .. ولأدخل النقاش .. فإن عرضت علي مفاهيم جديدة أو تصورات من الطرف الآخر واستطاعت أن تعبر من حاجز اسلحتي فلماذا لا آخذ بها فهي حتما الاصوب على الاقل في مقابل ماكنت اعتقده والذي لم يصمد امامها .. كما اريد الآخر ان يتقبل رأيي علي أن اهئ نفسي لتقبل رأيه إن بدى لي الاصوب .

اريد ان أخرج بحوار هادف.. فلن التف حول محدثي ولن اشعب حواري .. ولن انتقل إلى نقطة ما إلى التي تليها قبل أن أكون واثقا من اني لست بحاجة إلى العودة إليها مجددا .. أما إن شعرت بهزيمتي في حوار ما وأردت الإفلات من الموقف فليس أسهل من تشعيب الموضوع وطرح نقاط هامشية للبعد عن هدف الحوار الاصلي .. ولكن للاسف لم يعد هنالك من لا يحفظ هذه الخدعة عن ظهر قلب .. اذا لنتفق .. إن شعبت الحوار لا تقلق انا لا أجد مااقول .. هل تحب أن يظن بك قول هذا ؟

لايعني اني اشتركت في نقاش مع شخص ما انه مسموح لي بتجاوز حدودي مع هذا الشخص .. فحين اكلم والدي سيختلف ذلك عن كلامي مع أخي وسيختلف حين اتحدث مع ابني وإن كنا نتناقش في ذات الموضوع . فمهما كان الداعي لن أفقد اعصابي حين احدث شخصا له مكانته ولو كان مخطئا وسأعمل دائما على انتقاء كلماتي بعناية حين اخاطبه فمهما حدث سيظل للكبير إحترامه .. سواء كان كبيرا بسنه أو بعلمه أو بمركزه .. وكما للكبير احترامه فللمجلس الذي يجمعني بهذا الكبير هو الآخر احترامه .. فما سأقوله امام اناس عاديين ليس بالضرورة ان يكون هو ذاته مااقوله في حضرة شخص له مكانته .. وأيا كان فاحترامك لغيرك هو إحترامك لنفسك ..

لن اقول لشخص ما علانية امر يسيئه حتى لو اعتدت ان أكلمه كذلك سرا .. قد تقبل مني امرا بيني وبينك ولكن هذا لايقتضي أن تتقبله مني امام الناس .. ان اردت ان اكون مقبولا على كل وجه علي أن افرق بين مااعد ليكون امام الجميع وماهو خاص بالخاص ..

بديهي اني لن اقاطع غيري حين يتحدث وأني لن افرض رأيي عليه ايضا وكما اني لن ادخل بين اثنين يتحدثان إن لم يشركاني في حديثهما إن لم يكن على مسمع من الكل منذ البداية فإني ايضا لن احدث أحدا بغيبة عن آخر ولن اجعل حديثي ملوثا بسباب أو مصابا بالخارج من الكلمات ولن اتكلم بغير المفيد فضلا عن أن يكون ضارا .. ولن اشجع غيري على ماينبغي لي تركه .. ولن احيي مجلسا بحضوري وانا اعلم انه للهو أو لخوض في باطل سأنفض عنه واحث غيري على ذلك ..ولن اسب أحدا أو اكذبه .. ولن أتكلم إن كنت اعلم ان لااحد يصغي .. ولن اقول سرا مااخشى إفتضاحه علانية .

إن علمت اني لن أخرج من نقاشي أو حواري بأمر جديد علي .. ولن اصحح لغيري مفهوم ارى انه ينبغي له التصحيح .. أو لم اسعى لتثبيت فكرة لدي خشيت انها بحاجة إلى إيضاح .. ولو لم يزدني حواري خبرة أو يلفت نظري إلى شاردة أو لم يذكرني بأمر نسيته .. أو يبصرني بشئ اظنني بحاجة إليه .. ولن اديم به ودا أو أصل به رحما .. فلا حاجة لي بهذا الحوار .

فإن كنت في مجلس فقبل أن اقوم منه سأتذكر ان اردد كفارته .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
==========================================
آداب الحوار بين الاب والابن

نسيج/ خاص: الحوار نوع من الحديث بين شخصين يتبادلان أطرافه بطريقة ما، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب، ومن أهم مميزاته أنه يقارب بين وجهات نظر المربي وابنه، مما يوجد حالة من الرضا والاحترام المتبادل، ويعمل على إزالة الحواجز والمشكلات بينهما.
وفي هذا الإطار يشير الباحث الاجتماعي أكرم عثمان إلى أنه من الأهمية بمكان أن يكون أسلوب الحوار من قبل أولياء الأمور أسلوباً عفوياً غير مباشر، لاسيما أن الأسلوب الإملائي ينفر الأبناء ويدفعهم نحو التمرد والعصيان، كما أن الحوار الذي يخاطب العقل والعاطفة معاً، هو الأمثل والأنجح على الإطلاق، خاصة في مرحلة الشباب، وإن إعطاء الأبناء الحرية في إبداء الرأي والمناقشات من خلال حوار هادف وبناء، يشعرهم بالأهمية وبوجودهم ككيان مستقل له احترامه، مما يسهم في زيادة التعاون واللحمة مع مجتمع الكبار، وينمي قدراتهم وميولهم بشكل أفضل.
ويحث القرآن على التشاور والحوار، قال تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن(النحل:125)، وفي قوله سبحانه: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير (1) (المجادلة)، فالجدل لم يؤمر به، ولم يمدح في القرآن على الإطلاق، بل جاء مقيداً بلفظ (الحسنى)، مشيراً إلى أن كل جدل حوار، وليس كل حوار جدلاً، لكن ربما تحول الحوار إلى جدل، كما في سورة المجادلة، ولنا في رسولنا الكريم خير قدوة، فقد كان { يخاطب الشباب ويحاورهم ويعاملهم معاملة طيبة، تشعرهم بالقيمة والأهمية والاعتزاز والثقة، مما يدفعهم إلى الإقبال على الحياة بروح قوية، بعيداً عن كل ضعف أو تردد أو هوان، كما كان { يخاطب الفطرة السليمة والعقل العام بأسلوب فطري غير ذي عوج، يفهمه العوام كما يتذوقه الخواص، فكلامه كالماء الزلال السلسال الذي يستسيغه ويحتاج إليه كل واحد، بل كان يعيد الكلمة ثلاثاً لكي تحفظ عنه، فتستقر استقراراً تاماً في فكر ونفس المستمع.
المحاور الناجح لا يستأثر بالكلام لنفسه، بل يكون رباناً داخل سفينة الحوار، مما يمكنه من العودة بتلك السفينة إلى مسارها الصحيح كلما انحرفت عنه، ومن صفاته: اللياقة، وهدوء البال، وحضور البديهة، والنفوذ وقوة الشخصية وقوة الذاكرة والأمانة والصدق وضبط النفس والتواضع والعدل والاستقامة ودماثة الأخلاق.
عندما نبني جسوراً للحوار مع الأبناء، فإننا نزرع فيهم ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين الذين يولون اهتماماً واضحاً لاستيعاب الشباب وإعطائهم دورهم في التعبير عن أنفسهم، وإبراز كيانهم المستقل وتعزيز مكانتهم بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم، موضحاً أن سلاح (المربي) هو القول اللين والكلام الهادئ، والحديث الرقيق والنفس الراضية الوديعة، مؤكداً أنه على المحاور أن يترك كل رغبة في الغلبة والانتصار على من (يحاوره)، بل عليه إذا أحس أن الحديث سيتحول إلى مناظرة جدلية أن يكف عن المضي فيه بأدب وحكمة ولباقة.
ومن الضروري أن تعطي لمحاورك فرصة للانتصار بين الفينة والأخرى، ولا تستأثر بالنصر وإلا كنت أنانياً، متسبباً في المشاحنات والنزاعات؛ لأن هدفك الأساسي من الحوار هو إثبات الجدارة وتقزيم الأبناء وتحجيم دورهم.
ويشير د.أكرم إلى أن الناجحين حققوا نجاحاتهم؛ لأنهم يعرفون كيف يحصلون على ما يريدون، ولا شك أن للأسلوب الذي نستخدمه تأثيره الكبير في حصولنا على ما نريد، عليك أولاً أن تكون محاوراً متمكناً، وأفضل طريقة لذلك أن تصبح مستمعاً جيداً، وتراعي في أسلوب الحوار استخدام عنصر التشويق والإثارة، فهذا من شأنه لفت انتباه المراهق والاستحواذ على اهتمامه.
وحذر من إشعار الأبناء بالاستهتار بأحاديثهم ومناقشاتهم، مهما كانت بسيطة وسطحية، فهذا مدعاة إلى الشعور بالسخرية من أفكارهم واتجاهاتهم، إنما الأفضل أن يكون حواراً متفاعلاً ومبهجاً يزيح عن كاهلهم القلق والانزعاج، فهم بحاجة إلى المساندة الوجدانية التي تتمثل في مشاركتهم والتعبير عن مشاعرهم، ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن الحوار البناء يتطلب منا ألا نبدي كل ملاحظاتنا دفعة واحدة.
وحول كيفية بناء حوار بناء مع الأبناء يرى عثمان ضرورة اتباع الآتي:
1 الإيجاز في التحدث، من أجل التركيز الفعلي على صلب الموضوع.
2 التحدث بتأنٍ، حتى يسهل على المستمع استيعاب الكلام، كما يعطي فرصة لتسلسل الأفكار وترتيبها على أسس علمية.
3 التأني في الحديث يقلل النسيان والتلعثم.

==========================================
أمثلة لفن الحوار

يعتبر (الحوار) من الأمور التي نمارسها باستمرار. لذا فإتقان هذا الفن، أمرا مهما جدا. فأسلوب الحوار والكلام يدل على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث.
من خلال هذا الفصل، سنرى كيف يمكننا تطوير مهارتنا بهذا الفن، وذلك من خلال طرح مشكلة عملية، تحتاج لأن يتحاور الأطراف فيما بينهم، لتفادي المشكلة وأسبابها مستقبلا. ومن ثم سنطرح الحوار الذي نراه مناسبا لحل المشكلة، ونحلله، وندلل على أهميته من سيرة نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أحضر قلما وورقة، وحاول الإجابة على السؤال في آخر الموقف التالي:
الموقف:
يعمل أحد المصانع بنظام الورديات، حيث توجد به ورديتا عمل (صباحية ومسائية). يدير الوردية الأولى شاب ذكي ومؤهل، أما الوردية الثانية فيديرها موظف تجاوز الخمسين عاما، قضى عمره في المصنع، فأصبح ذا خبرة كبيرة في الآلات وطريقة عملها.


وذات يوم خطرت ببال الموظف الشاب فكرة جديدة لتطوير عمل الآلات وزيادة إنتاجيتها، لكن تنفيذها يحوي بعض المخاطر على سلامة الآلات. فعرض الفكرة على المدير وناقشه بها، فوافق المدير عليها.
أسرع الموظف بتنفيذ الفكرة. وبالفعل زادت سرعة الإنتاج. وعند اقتراب موعد انتهاء ورديته، اضطر الشاب للخروج مبكرا من العمل، لارتباطه بموعد مهم. فكتب التعديلات التي أحدثها في ورقة ووضعها على طاولة الموظف صاحب الخبرة الذي يدير الوردية الثانية. ولم يستطع انتظاره حتى يحضر، فانصرف.
وعندما حضر الموظف الآخر إلى المصنع، تفاجأ بطريقة عمل الآلات، ففزع من التغييرات، وخشي على الآلات، فأغلقها في الحال. دون أن ينتبه للورقة التي على مكتبه. مما أدى إلى خسارة كبيرة بسبب توقف الإنتاج.
المطلوب:
افترض أنك مديرا لهذا المصنع، كيف ستحاور موظفيك، بحيث لا تقلل من حرصهم على تطوير المصنع، وفي الوقت نفسه تنبههم للخطأ بحيث أن لا تحبط الموظفين لانهم كانو حريصين على مصلحة المصنع فيجب ان لا تخسرهم , وان تخرجون بحلول للمشكلة. وتتفادونها في المستقبل وتوجد الحلول لهذا الخطأ كي لا يتكرر. فما حدث سبب خسارة كبيرة للمصنع، لكن بالطبع خسارة موظفين أكفاء كهؤلاء تعتبر خسارة كبيرة أيضا!!
حاول كتابة الحوار الذي سيجريه المدير مع موظفيه.
الآن سأضع الحوار الذي أراه مناسبا لحل المشكلة، وثم سأقوم بتحليل الحوار. قارن حوارك بالحوار المعروض، وحاول تحليل حوارك لمعرفة مواطن الضعف فيه لتطويرها.
قبل أن نبدأ في الحوار. علينا أن نتوقع أن كلا الموظفين (الشاب والكبير في السن)، يتوقعون لوم المدير لهم، أو حتى معاقبتهم على ما قاموا به. لذلك فهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم في حالة توجيه أي لوم أو عتاب، فما قاموا به لم يكن إلا لمصلحة المصنع (من وجهة نظرهم).
ولنعرض حوار المدير مع كل منهما على حدى:
يطلب المدير الموظف الشاب (اسمه محمد) في البداية للاجتماع به. فيدخل الموظف إلى مكتب المدير بثقة.. ولكنه مستعد للدفاع عن نفسه في حال توجيه أي اتهام له. يرحب فيه المدير بابتسامة. ويبدأ بمحاورته:
المدير: مرحبا محمد. تفضل بالجلوس. كيف حالك؟ أتمنى أن جميع أمورك على ما يرام.
يجلس محمد (الموظف الشاب). ويكتف يده. وينظر إلى المدير مستعدا للدفاع عن نفسه.
المدير: محمد. أنت من الموظفين الذين يفخر المصنع بجودهم فيه. وكفاءتك في العمل ممتازة وحماسك جيد. وهذا كله أثر على تطور سير المصنع. خصوصا فكرة تعديل طريقة تشغيل الأجهزة لمضاعفة الإنتاج، التي طرحتها البارحة.
بالطبع سيؤثر هذا الكلام إيجابا على نفسية محمد. فتهدأ نفسه، ويبدأ تركيزه في التفكير في الدفاع عن نفسه يقل. ويزداد تفكيره في كيفية توضيح أفكاره بخصوص تطوير العمل.
محمد (الشاب): نعم نعم.. هذه الفكرة ستضاعف الإنتاج 60%. وسنغطي أسواق (تحمس الشاب لفكرته كثيرا واسترسل في شرحها والداعية لها).
بعد أن أنهى محمد شرحه فاتحه المدير في المشكلة التي حدثت:
المدير: أنت على علم بالطبع بما حدث البارحة من إيقاف للمصنع. مما أدى إلى خسارة في الإنتاج. ولكنا إن شاء الله سنعوضها بفكرتك.. لكني أود أن أستمع لرأيك في سبب حدوث هذه المشكلة؟
يفكر محمد للحظات.. لم يتوقع أن يوجه إليه هذا السؤال. كل الذي كان يفكر به كيف سيدافع عن موقفه!!!
محمد (الشاب): الفكرة ممتازة.. لكني أعتقد أننا يجب أن نخطط لطريقة تنفيذها أكثر. فعندما نفذتها. تركت ورقة للموظف الآخر، ليكون لديه علم لما أجريته من تعديلات. فلقد كنت مضطرا للخروج مبكرا من العمل.. ولكنه للأسف لم يرها. بل رأى الآلات تعمل بشكل مغاير عما تعود عليه، فذهل، واعتقد أن خللا ما ألم بها، فأطفأها.
المدير: إذا المشكلة ليست بسبب الفكرة. وإنما بسبب أمر آخر، ما هو برأيك؟
الموظف: نعم.. المشكلة كانت في طريقة التعامل بيننا كموظفين.. فكان علي أن أتأكد من أن الورقة ستصل إلى الموظف الآخر. فالأمر ليس بسيطا. وكان على الموظف الآخر أيضا استشارتك قبل إطفاء الأجهزة، وعدم الانفعال.
المدير: إذن ماذا تقترح لحل المشكلة؟
الموظف يرد وقد نسى الدفاع عن نفسه، وخوفه من الاتهام: من الأفضل أن نحسن وسيلة الاتصال بين الموظفين، حتى يسهل علينا التشاور في شؤون المصنع. وأيضا علينا اتباع نظاما محددا في تطبيق الأفكار، وذلك بإخبار الجميع عنها. وأن وأن وأن (ويستمر محمد في سرد الحلول).
وانتهى الحوار بينهما بوعد من المدير بجمع الموظف الشاب مع الموظف الآخر لتطبيق هذه الحلول. فخرج الموظف الشاب بحماسه المعهود، وهو يفكر بوسائل جديدة من الممكن أن تزيد إنتاجية المصنع وتطور عمله.
سأعود للتعليق على هذا الحوار بعد الانتهاء من الحوار الآخر بين المدير والموظف ذو الخبرة.
يدعو المدير الموظف الكبير في السن (عم أبو علي) فيدخل الموظف عم أبو علي، على المدير، متوترا، يفكر بما يمكن أن يقوله له المدير!!
المدير: أهلا عم أبو علي، تفضل بالجلوس، كيف حالك؟ هل أطلب لك شيئا تشربه؟
عم أبو علي: لا شكرا.
المدير: لا يمكن، يجب أن تشرب شيئا.
ويطلب له فنجان قهوة. فيشربها العم أبو علي.
المدير: عم أبو علي.. أنت من الموظفين.. الذين قضوا عمرا طويلا في المصنع. وأنت أحد الذين بنوه، فتعرف كل صغيرة وكبيرة به، وربما تكون أكثر مني معرفة بآلاته وطريقة عملها. ولولا خبرتك ما كنا وصلنا لمستوانا الحالي.
عم أبو علي يبتسم، ويسعد بهذا الإطراء.
عم أبو علي: هذا واجبي، والمصنع هذا جزء من حياتي، ونجاحه هو نجاحي.
المدير: حسنا عم أبو علي. من خبرتك ومعرفتك، لماذا حدثت المشكلة البارحة في المصنع؟ هل بإمكانك أن توضح الأمر لي؟
عم أبو علي يفكر في السؤال، فلم يتوقع أن يسأله المدير هذا السؤال!!! ثم أجاب: الأسباب كثيرة. أولها، أنني لم أكن أعلم عن الفكرة مسبقا.. ولم أعلم بالورقة التي تركها لي (محمد) على مكتبي إلا اليوم، فلقد انشغلت البارحة بالعمل، وعندما رأيت الآلات أثناء جولتي التفقدية عليها، فوجئت بها، وظننت أن خللا ما قد أصابها، فأطفأتها حتى لا تزيد المشكلة.
المدير: إذن ما هي الحلول التي تطرحها لحل هذا المشكلة؟ حتى نتفادها في المرات القادمة؟
عم أبو علي: علينا أن نتبع نظاما واضحا في إجراء التغييرات. أي أن أي تغيير يعتمد يجب أن نعلم به قبل تنفيذه. وعلينا أيضا أن نوثق الروابط بيني وبين الموظف محمد. وأن تكون وسيلة الاتصال بيننا للتشاور في أمور المصنع أكثر سهولة. (ويستمر أبو علي في طرح الحلول).
المدير : أشكرك عم أبو علي. فما ذكرته أنت قريب مما ذكره الموظف محمد، وسأجمعكم ببعضكم قريبا إن شاء الله للاتفاق على حلول مفيدة لتطوير سير المصنع.
انتهى حوار المدير مع أبو علي.. وخرج الأخير راضيا بما دار بينه وبين مديره، وعازما على بذل قصارى جهده لتحسين أداء المصنع وتعويض الخسارة.
ما رأيكم بالحوار السابق؟! إليكم تحليله الآن:
نلاحظ من الحوار أن المدير استخدم أسلوب النقاش وطرح الأسئلة على الموظفين لفتح المجال لإبداء آرائهم. لذلك لم يحبط الموظفان ولم يتضايقا. فالمدير لم يلمهم أو يعاقبهم، بل أثنى عليهم وطلب رأيهم. فهذا يرفع من مكانتهم ويدل على تقدير واحترام المدير لهم.
فكانت النتيجة أن تحمس الموظفان أكثر لحل المشكلة، لإثبات حرصهم على المصنع. فاستطاع المدير بذلك أن يحل المشكلة دون أن يحبط الموظفين، وأن يضمن أيضا مشاركتهم في تطوير المصنع وحماسهم له.
وعلى العكس من ذلك، لو عاقبهم المدير أو لامهم لأحبط الموظفين، وقد يطلبوا إنهاء عملهم. لأن حرصهم على المصنع كان جزاءه اللوم. وفي أحسن الأحوال سينفذون الحلول وهم متضايقون من تعامل المدير معهم. وبالتأكيد سوف تضعف همهم لتطوير المصنع.
نفس الطريقة نستطيع أن نطبقها في تعاملنا في الحياة. فعندما يقول لي شخص مثلا: أنت مخطئة، أو أنت كاذبة، أو يتهمني بأي اتهام. فالرد عليه بنفس طريقته أو الدفاع بقول أنني لست كذلك لن تفيد. والأفضل من ذلك الحوار. كأن أقول له مثلا وبدون غضب أو خوف: لماذا تعتقد أني كذلك؟ ما الذي رأيته مني لتحكم علي؟ بذلك يتحول الموقف إلى حوار وتوضيح بدلا من توجيه الاتهامات.
موقف أخر. إن رأى أحدكم أخاه مثلا أخطأ في حق أبنائه. فعاقبهم بشدة لخطأ ما، من دون أن يتفاهم معهم. بإمكانك لأن تتحاور معه بدلا من أن تقول له: أنت مخطئ، أنت لا تعرف كيف تتعامل مع أبنائك، كان عليك أن تفعل كذا وكذا. فهنا أنت تركز على اللوم والاتهام بدلا من حل المشكلة. من الأفضل أن تقول له: يا أخي، في اعتقادك ما نتيجة ردة فعلك هذه؟ ما رأيك لو قلت لهم كذا وكذا؟ لو كنت مكانهم هل ترى أن تصرفك فصحيح؟
أسئلتك هذه ستجعله يستنتج خطأه. ويدعه يقول الحل بنفسه. فأنت بذلك تعطيه فرصة أكبر للتفكير في الحل. بدلا من التفكير في الدفاع عن موقفه عند اتهامك له بعدم معرفته أصول التعامل مع أبناءه.
والأمثلة على المواقف التي نتعرض لها يوميا، وتحتاج منا أن نتحاور مع الأطراف الأخرى في الموقف، كثيرة جدا. كل ما عليك، هو أن تفكر بالأسلوب الأمثل الذي يجعل الطرف الآخر يكتشف خطأه بنفسه، ويحاول إيجاد الحل له، دون أن يؤثر ذلك على نفسيته.
أعلم أن التطبيق ليس سهلا. لكن بإمكانك أن تطور هذه المهارة لديك، بالتعود على ممارستها، وسترى نفسك تتحسن في كل مرة. وتذكر نقطة مهمة: ركز على الحلو أكثر من التركيز على اللوم وتوجيه الاتهامات.
أود الإشارة هنا، أن المتتبع للسيرة النبوة المطهرة، سيرى أمثلة رائعة في فن الحوار، والفنون الأخرى الضرورية لاكتساب محبة الناس. لذا نرى أن رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، استطاع أن يدخل قلوب البشر، من رآه وحتى من لم يره. وهذا موقف نرى فيه أسلوب رسولنا الكريم في الحوار، وكيف استطاع أن يبين للشاب خطأه، بأسلوب يختلف عما كان يريد الصحابة القيام به.
عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا (مه، مه) فقال: ادن، فدنا منه قريبا.
قال: فجلس.
قال: أتحبه لأمك ؟
قال: لا والله، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.
قال: أتحبه لأختك ؟
قال: لا والله جعلني الله فداءك.
قال: والناس لا يحبونه لأخواتهم.
قال: أتحبه لعمتك؟
قال: لا والله ، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم.
قال: أتحبه لخالتك؟
قال: لا والله، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وأحصن فرجه".
فلم يكن من الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء. رواه أحمد
ألم تلاحظوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يستخدم أسلوب اللوم أو العقاب، وإنما استخدم أسلوب الحوار والمناقشة، وطرح الأسئلة، ليدع المجال للأخر للتفكير في أمره. ولاحظوا معي هذه النقاط بالنسبة لهذا الموقف:
المجالسة، الرفق، الاحتواء، الحوار، السؤال، الاستماع، الاختيار، الذات، القناعة، الحوافز، الدعاء، واللمسة الأبوية.
أخيرا، حاول أن تتذكر مواقف حدثت لك، ألزمتك على التحاور مع الأطراف الأخرى، وحاول أن تتذكر نتيجة ذلك الحوار، هل كانت نتيجة إيجابية أم سلبية. فإنك كانت إيجابية، فأنت تسير على الطريق الصحيح. أما إن كانت سلبية، فعليك أن تحسن أسلوبك، بالطريقة التي شرحت أعلاه.
[b] lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اسلوب فن الحوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اسلوب فن الحوار
»  اساسيات الحوار الجاد
» ★ܔ 【مجالس الحوار تسمو】 فشاركونا الإرتقاءܔ ★

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبله المعبيله :: المنتديات العامه :: قسم الحوار الجاد-
انتقل الى: